{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54)}واعلم أن هذا هو النوع الخامس من دلائل التوحيد وفيه بحثان:الأول: ذكروا في هذا الماء قولين: أحدهما: أنه الماء الذي خلق منه أصول الحيوان، وهو الذي عناه بقوله: {والله خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مّن مَّاء} [النور: 45] والثاني: أن المراد النطفة لقوله: {خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ} [الطارق: 6]، {مّن مَّاء مَّهِينٍ} [المرسلات: 20].البحث الثاني: المعنى أنه تعالى قسم البشر قسمين ذوي نسب، أي ذكوراً ينسب إليهم، فيقال فلان بن فلان، وفلانة بنت فلان، وذوات صهر، أي إناثاً (يصاهرن) ونحوه، قوله تعالى: {فَجَعَلَ مِنْهُ الزوجين الذكر والأنثى} [القيامة: 39]، {وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً} حيث خلق من النطفة الواحدة نوعين من البشر الذكر والأنثى.